كيف تحصد الكثير من المشاركات لمقالك على منصات التواصل الاجتماعي؟ معلومة صادمة من واقع تجربة شخصية

حسن محمد


نشر المدون المشهور نيل بيتال Neil Patel – على مدونته التي تحمل نفس الاسم- مقالاً يشرح فيه للمدونين وللمسوقين بالمحتوى كيفية أن يحصل مقالهم على أكثر من 2000 مشاركة على صفحات التواصل الاجتماعي حتى وإن لم يكن لهم متابعون بالمرة.

المقال يتناول نقطتين مهمتين للغاية: النقطة الأولى قد تكون معروفه للكثير وهي التي تفسر أهمية المشاركات الاجتماعية لمحتواك، أما النقطة الثانية فهي صادمة بمعنى الكلمة وسنعرف لماذا هي كذلك في سياق هذا المقال، فتابع معنا.

النقطة الأولى تناول فيها الكاتب أهمية الحصول على الكثير من المشاركات الاجتماعية في التسويق بالمحتوى، أعلم أن هذه النقطة معروفة للغالبية لكن دعونا نؤكد عليها لمن لا يعرف.
كيف تكتب مقالاً يحقق أكثر من 2000 مشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
كيف تكتب مقالاً يحقق أكثر من 700 مشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

أهمية الحصول على مشاركات كثيرة لمقالك على وسائل التواصل الاجتماعي

  • انتشار أكثر لمحتواك ومن ثم تحقيق شهرة تسهل عليك عملك الإلكتروني Going viral
  • زيادة زوار موقعك traffic
  • زيادة التسجيلات في قائمتك البريدية More leads
  • زيادة متابعيك على صفحات التواصل الاجتماعي
  • تحسين ترتيب موقعك في محركات البحث وذلك لأهمية ال social signals
  • المساهمة في عقد شراكات وتعاون مع كبار المدونين الذين يشتركون في نفس مجال محتواك Top Authoritative
  • توفير أكثر لمصروفاتك وبخاصة تكاليف الإعلانات التي قد تلجأ إليها للوصول إلى شرائح أكثر من العملاء.
  • كل هذا يؤدي إلى زيادة الأرباح من الإعلانات أو المزيد من المبيعات سواء كنت تبيع منتجك الخاص أو كنت تسوق منتجات آخرين بالعمولة.

أكثر الشبكات الاجتماعية إرسالاً للزوار

أيضاً قام بعمل تحليل  –طبقاً لتجربته الشخصية- وضح فيه أن الشبكات الاجتماعية التالية هي الأكثر إرسالاً للزوار والأهم بالنسبة له في تحقيق أهدافه التسويقية:

  • فيسبوك تحتل المرتبة الأولى
  • تويتر المركز الثاني
  • لينكد-إن
  • يوتيوب
  • جوجل+
  • بنترست
  • انستجرام
  • السوشال بوك ماركنج
  • وباقي الشبكات الاجتماعية تحتل باقي النسب
ملحوظة: الترتيب السابق يختلف من موقع إلى موقع على حسب نوع المحتوى ولغته ونوعية فئة الزوار المستهدفة، من واقع تجربتي الشخصية طبقاً لمحتوى مدونتي هذه (ارابنز)، أجد أن يوتيوب يأتي في المرتبة الأولى من بين جميع قنوات التواصل الاجتماعي إرسالاً للزوار، ثم بعد ذلك يأتي على الترتيب من الأهم إلى الأقل أهمية: فيسبوك، تويتر، السوشال بوك ماركنج، جوجل بلاس، لينكد-إن ثم بعد ذلك باقي القنوات الاجتماعية.
أهم الشبكات الإجتماعية في التسويق بالمحتوى
أهم الشبكات الاجتماعية في التسويق بالمحتوى

كيفية الحصول على عدد مشاركات ضخم من وسائل التواصل الاجتماعي؟

أما النقطة الثانية الصادمة التي نوهنا عنها في بداية المقال هي التي يتحدث فيها الكاتب عن اكتشافه لسر الحصول على عدد ضخم من المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي حيث إنه اكتشف من خلال التجربة بأن المقالات الطويلة والتي تتعدى ال 3000 كلمة هي المقالات التي تحصد أكبر عدد من المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن من لديه وقت ليقرأ مقالًا يتعدى ال 3000 كلمة!

بالطبع أغلب الزوار لن يقرؤوا بالكامل مقالاً يتعدى ال 3000 كلمة لكن بالرغم من ذلك يشاركونه على شبكات التواصل الاجتماعي!  وهذه هي النقطة الصادمة التي نوهنا عنها في بداية المقال.

يقول بيتال: أغلب الزوار القادمين لمقالك من وسائل التواصل الاجتماعي لا يقرؤون مقالك بالكامل وبخاصة إذا كان هذا المقال تتجاوز كلماته ال 3000، هم يقومون فقط بتصفحه ومن ثم يقررون بعد ذلك هل سيشاركونه مع أصدقائهم أم لا، ومشاركتهم لمقالك ليست بسبب كثرة أو دقة المعلومات التي به (فهم لم يقرؤوه بالكامل أصلاً) بل يشاركونه كوسيلة من وسائل تحقيق الذات.

بمعنى إذا كانت مشاركتهم لمقالك ستظهرهم أمام أصدقائهم على شبكات التواصل الاجتماعي بمظهر الخبير أو المطلع صاحب الذوق العالي الذي يشاركهم بكل ما هو جيد، إذاً فسيشاركون مقالك لا ريب.

يحكم القارئ على جودة مقالك – كما ذكرنا – ليس بسبب كم المعلومات المقدمة به، بل بتمحيصه للمجهود الذي بذلته أنت في كتابة هذا المقال، لذا تراه ينظر أولاً إلى عنوان المقال، ثم إلى المقدمة، ثم إلى طوله، ثم إلى العناوين الفرعية، ثم إلى عدد الصور التوضيحية بداخله.

وبناء على توفر العناصر السابقة يمكنه تقييم مقدار المجهود الذي بذلته في كتابة هذا المقال، لذا يقرر مشاركته لأنه سيحقق لذاته الرضا الداخلي حينما يشاركه مع أصدقائه على وسائل التواصل الاجتماعي.

رأيي الشخصي في هذا الادعاء

في رأيي الشخصي أجد أن هذا الادعاء صحيح بدرجة كبيرة، ورأيي هذا نابع من واقع تجربتي من خلال المقالات المنشورة على مدونتي هذه، لاحظت بالفعل أن المقالات الطويلة في هذه المدونة هي التي تحقق أكبر نسبة مشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي وإليك الأمثلة التالية:

نعم المقالات السابقة لم تحقق أكثر من 2000 مشاركة على شبكات التواصل الاجتماعي بل حصدت عدة مئات فقط، لكنه يظل عدد مشاركات ضخم على أي حال، فكما ذكرنا أن الأمر يختلف حسب نوع المحتوى وشريحة الزوار المستهدفة ولغة محتوى الموقع أيضاً.

من تحليلي للمقالات السابقة يمكنني التسليم بأن طول المقال من العوامل المهمة حقاً (إن لم يكن الأهم) في كثرة المشاركات الاجتماعية للمحتوى، فمعظم المقالات السابقة طويلة من حيث عدد الكلمات ومن حيث كم المعلومات المقدم بداخلها، وكان من نتيجة ذلك: مشاركات كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً جميع هذه المقالات يظهر في الصفحة الأولى في نتائج بحث جوجل في كلمات مفتاحية متعلقة بها.

 لكن هل طول محتوى المقال هو العامل الوحيد في تحقيق هذا الكم من المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي؟

بالطبع لا، عن نفسي أشعر بالنفور حينما أصادف مقالاً بالغ الطول على أي موقع أو مدونة، لا أنفر فقط، بل في بعض الأحيان أشعر باشمئزاز شديد لا يختلف عن اشمئزازك حينما تلتفت لبرهة بعيداً عن شاشة حاسوبك ثم تعاود النظر لتكتشف (صرصاراً) يقف على سطحها جاحظاً إليك ومحركاً شواربه في تحدٍّ واضح لا يراعي تناهي حجمه مقارنة بقامتك الممشوقة.

ما أصعب أن ترى أعمدة من الأسطر وفقرات متراصة فوق بعضها البعض وكأنها مدينة شيدت بطريقة عشوائية بدون تخطيط، لذا لا يهمني جمال هذه البيوت من الداخل طالما أنها لم تسر الناظرين من الخارج.

لذا عليك أن تتقمص دور المخطط المعماري البارع الذي يراعي التنسيق وقواعد الذوق والجمال في المدينة التي يخططها حتى وإن كثرت مبانيها وتشعبت أذقتها وحواريها.

قواعد الجمال التي تسر بها الناظرين إلى مقالك

تخطيط المقال يتشابه مع تخطيط القرى والضواحي والمدن فيما يتعلق بالتأكيد على قيم الجمال والذوق. نعم قد يختلفان في طرق وآليات التنفيذ بالطبع، لكن يظل الجوهر والهدف واحد، هذا الهدف هو تحقيق البهجة.

أمسك قلمك ودقق النظر في مقالك الطويل وحاول أن تفصل بين هذه الأعمدة المتراصة من الأسطر والفقرات، ضع حديقة هنا وملعبًا هناك، شيد على الأطراف متنزهات وفي الوسط طرقًا مزهرة وارفة الأشجار ولا تنس المكتبات والمسارح والأندية والمطاعم التي تقدم أشهى المأكولات.

أولاً: عنوان مقالك هو الشارع الرئيسي في مدينتك، والعناوين الفرعية هي ميادينها

عنوان مقالك هو أول ما يبدو للقارئ وعلى أساسه يقرر هل يشد الرحال إليه أم لا، من أجل ذلك يجب أن يكون هذا العنوان جذاباً ومعبراً عن محتوى مقالك، هذا الأمر لا يقتصر على عنوان المقال الرئيسي فقط بل يمتد ليشمل العناوين الفرعية داخل المقال أيضاً وهناك عدة عناصر يجب أن تتوفر في عناوينك لكي تحقق هذا الهدف منها:

1- الاتفاق مع المحتوى:

لا تكتب عنواناً يتحدث عن شيء بينما محتوى مقالك يتحدث عن شيء آخر، لا تحاول خداع القارئ لأنك لو فعلت ستخسره إلى الأبد، قد تنطلي عليه الخدعة في بادئ الأمر ويزور مقالك لمرة لكن بعد ذلك سيتوب عن محتواك إلى الأبد، هناك فرق بين أن يبدع المرء عنواناً جذاباً وبين اختلاق عنوانٍ مضللٍ.

2- المنطقية والبعد عن المبالغة:

لا تكتب عنواناً مثل: (كيف تكتب رواية تحقق ملايين المبيعات؟)، لأنك لست روائياً ولم تنشر من قبل رواية حققت ملايين المبيعات، فكيف تعلم الناس بما لم تستطيع أنت فعله؟

بدلاً من أن تكتب عنواناً مثل العنوان السابق، يمكنك أن تقول مثلاً (كيف تكتب رواية تبيع آلاف النسخ بمجرد نشرها؟ 22 نصيحة من كبار الكُتاب العالميين) هنا وضحت للقارئ أن النصائح لبلوغ هذا الهدف مقدمه من خبراء معروفين في مجالهم وقد حققوا هذا الهدف من قبل.

3- إبراز القيمة الفارقة لمقالك:

وضح الفائدة التي سيحصل عليها القارئ من مقالك، الفائدة التي تميز موضوعك عن مئات المواضيع التي تتناول نفس الفكرة، إليك مثلاً العنوان التالي: (أسهل طريقة لإتقان الإنجليزية، سيتعجب زملاؤك من تحسن مستواك بهذه السرعة)، يحتوي هذا العنوان على ثلاثة قيم أو فوائد: السهولة والسرعة وتحقيق الذات أمام الآخرين عندما يتعرف على هذه الطريقة في تعلم اللغة.

لمعلومات أكثر عن كيفية كتابة عنوان جذاب لمقالاتك، تفضل بقراءة هذا الموضوع الهام.

ثانياً: المقدمة هي المدخل، هي مطار أو ميناء مدينتك

ليس هناك ثمة شك في أن مقدمة المقال أو التدوينة لا تقل أهمية عن العنوان، فالعنوان الجذاب يلفت الانتباه إلى أهمية مقالك بكل تأكيد، أما المقدمة الجيدة فهي التي تؤكد على هذه الأهمية، أيضاً المقدمة القوية لها فوائد أخرى عديدة منها:

  1. تساعدك ككاتب في التغلب على معضلة “عقبة الكاتب” فبمجرد شروعك في كتابة المقدمة ستتدفق باقي أفكار وكلمات المقال بكل يسر.
  2. تضمن بقاء القارئ للنهاية وذلك لأن بها فكرة الموضوع الرئيسية، فلو قدمت هذه الفكرة بطريقة ذكية فمن المؤكد أنها ستشجع القارئ على إكمال المقال إلى النهاية.
  3. المقدمة المكتوبة بعناية ستسهم في انتشار المقال في كل مكان وستسهم أيضاً بزيادة النقاش حول موضوع المقال في التعليقات أو على مواقع التواصل الاجتماعي أي أنها ستخلق تفاعلًا قويًاتوضح التشابه بين الأشياء لمقالتك ككاتب ومدون …
قرأت منذ فترة كتاباً باللغة الإنجليزية عنوانه “The Writing Template Book” للكاتب كيفين كينج (Kevin B. King)، يقدم هذا الكتاب قوالب جاهزة عن افتتاحيات المقالات، وقد ضم قوالب افتراضية لمقدمات مقالات في شتى المواضيع.

على سبيل المثال: قوالب للمقالات التي تبدأ بمخالفة رأي ما، أو المقالات التي تتناول ميزات أو عيوب شيء ما، أو مقدمات للمقالات التي توضح التشابه بين الأشياء وأخرى توضح الاختلاف بينها، والمقدمات التي تبدأ بطرح قضية خطيرة أو مهمة لكن من وجهة نظر مخالفة، وإليك في الصورة التالية مثال على ما ورد في الكتاب من قوالب:

مقدمة مقال يبدأ بطرح الإختلاف أو التشابه بين شيئين
مقدمة مقال يبدأ بطرح الاختلاف أو التشابه بين شيئين

كما ترى في الصورة، يضع الكاتب العبارات الهامة ويترك فراغات فيما بينها لكي تكملها أنت على حسب موضوع مقالك، الكتاب ممتاز وفكرته مفيدة جداً، فجل القوالب الواردة به بليغة لغوياً وفكرياً وقد استخدمت بعضها – وما زلت- في مدونتي الإنجليزية وفي مراسلتي.

فكرت في كتابة أو تأليف كتاب باللغة العربية على منوال هذا الكتاب، لكن شعرت أن هذا المشروع سيستغرق وقتاً طويلاً خصوصاً أنه يستلزم بحثاً وتنقيباً وتدقيقاً عن الدرر النفسية داخل العديد من الأعمال العربية القديمة والحديثة، وكوني متعجلًا مشاركة المعلومة مع قراء مدونتي فضلت أن أتناول هذه المعلومة مكتفياً بالتنويه عن الفكرة، فإن لم أستطع عمل هذا الكتاب، فها قد شاركت المعلومة حتى يتعلم القارئ كيف ينشئ هذه القوالب بنفسه، وإن وفقنا الله وأنهيت الكتاب فزيادة الخير “خيرين” كما يقال في الأمثال.

هل هذا يعتبر تقليداً؟

نعم، هو بالفعل تقليد، لكنه في رأيي تقليد حميد لأنه يمثل نقطة انطلاقة قوية لك ككاتب، لكن مع تنوعك في استخدام قوالب مختلفة لكُتاب مختلفين سيصبح لك صوتٌ خاصٌّ مع مرور الوقت، لا تجفل من كلمة تقليد؛ هذه الطريقة في رأيي المتواضع نفعها أكثر من ضرها ولا تنسَ أن معظم الكتاب الكبار – إن لم يكن جلهم – بدؤوا حياتهم الإبداعية بالتقليد أيضًا.

تابع عدة كتاب مشهورين، ترقب مقالتهم ودقق كيف يفتتحون هذه المقالات، دون المقدمات الجذابة في ملف خاص بك أو في مفكرتك الخاصة، وحينما تهم بكتابة مقال، حاول أن تنتقي المقدمة الأقوى التي قد تتفق مع موضوعك، غير في بعض كلماتها بطريقة تخدم فكرتك، واحرص وأنت تغير هذه الكلمات ألا تشوه الجمال الكائن بها، لا تمحُ الكحل من عينيها الجميلتين الذي كان السبب في انجذابك بها.

ثالثاً: الفقرات هي المباني داخل مدينتك، فلا تبنِ ناطحات سحاب

ناطحات السحاب أو العمائر الشاهقة تسبب تلوثاً بصرياً، لذا ما رأيك في أن تشيد بيوتاً من ثلاثة أو أربعة طوابق على الأكثر، ما رأيك في أن تجعل طول فقراتك داخل المقال لا يتعدى الأربعة أسطر بأي حال من الأحوال، ثلاثة أسطر أفضل أو أربعة إن كنت مضطراً لذلك.

الكاتب العالمي ” إرنست همنجواي” في بداية حياته العملية عمل مراسلاً صحفي لجريدة “كنساس سيتي ستار” وأثناء عمله أعطته إدارة الجريدة ورقة بها بعض التعليمات والنصائح عن الطرق المتبعة في الكتابة، كانت هذه الورقة بمثابة النموذج الذي اتبعه هيمنجواي طوال مشوار حياته الأدبي فيما بعد، والآن ماذا جاء بهذه الورقة:

  1. استخدم جملًا قصيرة
  2. استخدم فقرات قصيرة
  3. استخدم لغة سهلة
  4. كن إيجابيًا ولا تكن سلبيًا

بعد عدة سنوات، حينما سأل عن هذه القواعد قال:

كانت تلك القواعد من أفضل القواعد التي تعلمتها طوال مشوار حياتي الأدبي، ولن أتخلى عنهم أبدًا، فأي شخص يريد أن يعبر عما بداخله من خلال الكتابة لن ينجح إلا إذا التزم بهذه القواعد.

رابعاً: المطاعم والملاهي والمسارح والمتنزهات داخل مقالك

من أصول التخطيط العمراني الجيد أن تجعل المباني داخل كل ضاحية من الضواحي تظهر بنفس الحجم وبنفس اللون لكن بالرغم من ذلك ليس من المنطقي أن تجعل المطاعم والملاهي والمسارح والمتنزهات تشبه هذه المباني في نفس الحجم ونفس اللون، عليك أن تعطيها شكلاً ولوناً مختلفين يميزانها عن المباني السكنية.

كذلك الأمر في مقالك، فالفقرات داخل المقال يفضل أن تتناسق في الحجم واللون لكن لا يمنع ذلك من تغيير خلفيات بعض الفقرات المميزة، مثل الأقوال المأثورة، المعلومات المهمة التي تود إبرازها، جداول تضع بها بعض البيانات وتغير لون الخطوط بها، المهم أن تكون حكيماً حينما تقوم بذلك وأن تكون وسطياً وألا تغلو في تشييد المطاعم داخل المدينة.

خامساً: الصور داخل المقال هي الأشجار والأزهار واللافتات المضيئة

الصور من المكونات الرئيسية للمقالات الإلكترونية، فهي تقضي على الملل وتسهل مهمة هضم المقال الدسم على القارئ، بشرط أن تستخدم بحكمة وتوضع بطريقة أكثر حنكة بين الفقرات، فلا تأت في منتصف الشارع وتغرس شجرة، ازرع الأشجار بطريقة مصفوفة على جانبي الطريق بحيث توفر مساحة تساعد في انسياب حركة المرور، وتعطي فرصة للمشاة أيضاً في التمتع بجمالها وظلها أثناء التريض.

لا تزرع نوعاً وحيداً من الأزهار أو الأشجار، نوع من صورك داخل المقال، لا تكتف بالفل، استخدم الانفوجرافيك، ازرع ياسمينًا، استخدم صورًا معبرة، اغرس أوركيدا، استخدم رسومات بيانية، ارو ريحاناً، نسق ألوانك، ارعَ بيدرك.

ملخص لما ورد في هذا المقال

لكي يحصد مقالك الكثير من المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي عليك أن تخطط هذا المقال كما يخطط المهندس الحضاري القرى والمدن، يجب أن تبذل كل ما لديك من مجهود وإمكانيات لكي يبهج هذا المقال الناظرين إليه، أن تهتم بعنوان المقال، ثم المقدمة، ثم طول الفقرات ثم الصور داخل المقال.

صورة لمدينة مخططة واخرى بنيت بعشوائية
صورة لمدينة مخططة واخرى بنيت بعشوائية

انظر إلى مقالك ثم إلى الصورة بالأعلى، ثم أحكم: هل مقالك يشبه الصورة اليمنى أم اليسرى؟ إن كان يشبه الصورة اليمنى فأعلم أن سفينتك قد رست واستوت على الجودي …

مقالات أخرى ينصح بقراءتها:

حسن محمد

معلومات عن الكاتب

مترجم فوري، عمل لدى العديد من كبرى الشركات والمنظمات العالمية من أهمها شركة تيتان الأمريكية، بي سي آي اليابانية وشركة قطر للبترول القطرية، شرع في التدوين في عام 2008 كهواية ومع مرور الوقت اكتسب خبرة في مجال التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية copywriting ومن ثم تحولت الهواية إلى مهنة مستقلة تهدف إلى تقديم الجودة والاحترافية في مجال التسويق الالكتروني وبخاصة في مجالي التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية، يعمل معه الآن فريق عمل محترف من المترجمين والمسوقين الإلكترونيين.

هذه المواضيع قد تهمك أيضاً:

  • السلام عليكم، دائما تعجبني مقالاتك وأنا متابع لها
    هذا المقال مثير أيضا، غير أنني (كمعظم المتابعين) لم أكمل قراءة كل المقال لما يبدو من طوله بعض الشيء
    أشعر وكأن الناس على عجلة في النت وكأن الكل يحاول سرقة وقتك وأنت تحاول أن تصرف منه أقل ما يمكن منه…
    ما لم يعجبني في المقال الفيديو لأنه كان بلهجة مصرية صعبة شوية، أيضا طريقة ربط فكرة الفيديو بالموضوع نوعا ما ملتوية أو غير واضحة
    شخصيا أحب أن أشاهد أرقام العناوين، كأنها توحي إلى أنني أتقدم في القراءة.
    بالتوفيق.

    • أشكرك أخي إبراهيم …
      الجميع لا يقرأ مقالاً طويلاً للغاية كهذا، وهذا ما تحدث عنه في المقال، لكن حينما نحتاج بشدة للمعلومة التي به فساعتها يختلف الأمر وندرسة دراسة، لذلك تجد الزائر القادم عبر السوشال ميديا إلى المقال لا يقرأئه بتركيز مثل القادم إليه من محركات البحث، وذلك لأن الأخير بحث بنفسه في جوجل للحصول على معلومات متعلقة بموضوع بحثه ولم يأتي إليه طلب من أحد بقراءة المقال …

      بخصوص الفيديو، الحوار بداخله الهدف منه هو أهمية تغيير الكلمات لإقناع الناس بما هو غير منطقي أو ما هو منطقي بالطبع … الهدف منه هو التأكيد على أهمية الكلمات … أما بخصوص عدم تمكنك فهم اللهجة فربما لأن الفيلم قديم …

      أشكرك مرة أخرى وتسعدني صداقتك …

  • هذا مقال لخبير عن خبير .. فكما أن نيل باتل يُعد من الأسماء الكبيرة عالميًا فى عالم كتابة المحتوى فحسن محمد لا يقل عنه عربيًا؛ و الدليل هذه الإضافات الأصيلة التى قدمتها من خلال تجربتك الطويلة عبر هذه المدونة، و التى يتجلى نتاجها بعد سنوات من الكتابة و المتابعة الواعية لديناميكية المحتوى الذى تطلقه على الشبكة؛ لترى كيف يتحرك، و لماذا يتحرك بالطريقة الفلانية.

    • أشكرك أخي العزيز محمد على كلماتك الطيبة وهذه شهادة أعتز بها من أديب دفاق المشاعر مثلك …

  • المقال قرأنه كاملا وبتفحص واستفدت منه الكثير, وخاصة تجربة الاجنبي, وطريقة همنجواي ..
    والآن موقعك مفتوح في المتصفح لاكتشاف المواضيع الاخرى ..
    احترم جدا من يشارك تجاربه وخبرته, فأنا مؤمن بمقولة اذا شاركت مالديك تزداد معلوماتك كيف لا اعرف فربما بركة من رب العالمين او بسبب محاولة تعزيز كتاباتك من مصادر اخرى, والله اعلم
    شكري وامتناني لمشاركتك تجاربك وخبرتك,

  • {"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}

    كيف تنشر كتابك بنفسك؟ اطلع على تفاصيل كورس ناشر

    >