مزايا النشر الالكتروني والنشر التقليدي، وأيهما أفضل؟
إن التقنيات الحديثة تعمل على إحداث تحولات جوهرية في عملية نشر و توزيع المعلومات لأن الهدف لأي نظام معلوماتي هو استغلال المعلومات واستثمارها للرفع من مستويات التعليم وتشجيع المساهمة في اتخاذ القرار لتقدم البشرية و لعل أبرز ما يقدمه هو خدمة النشر الالكتروني و الذي أثر كثيرا على النشر الورقي لما حققه من مزايا لم تتوافر في الأخير .
و سنتطرق في هذه المقالة إلى المفاضلة بينهما و تحديدا من جانب المؤلف
1) من حيث تكاليف النشر :
في حالة النشر التقليدي
يكون المؤلف محظوظ لو وجد دار نشر أو مطبعة تشتري الكتاب منه أو تطبعه على حسابها مما يوفر عليه بعض التكاليف , والعادة أن اسم المؤلف وعدد كتبه له تأثير على سهولة النشر ، كما تشترط بعض دور النشر أن يكون الكتاب مقرر دراسي ، أو له علاقة بمتطلبات السوق لكي تقبل أن تنشره على حسابها .
أما لو كان سيء الحظ ولم يجد دار نشر تطبع كتابه على حسابها فسيضطر أن يطبع كتابه على حسابه الخاص و هذا مكّلف ، إذ أن أغلب دور النشر أقل كمية تطبعها من 1000 نسخة إلى 3000 نسخة علماً بأن هذه الكمية هي فقط التي استلمها المؤلف ، وهناك كميات أخرى خلف الستار ، تتصرف بها دور النشر وتبيعها .
كيف تنشر كتابك على أمازون وسماش ووردز؟ تنسم عبير الحرية
أما في حالة النشر الالكتروني
فتتحمل دور النشر الالكترونية كل تكاليف النشر بالإضافة إلى تكاليف تحويل الكتب الورقية الى كتب الكترونية وتكاليف العرض والنقل ويحصل صاحب المؤلّف على نسب من مبيعات كتابه .
كما يستطيع المؤلف نشر عمله مباشره على الموقع الخاص به بكل سهولة ويسر وبدون الحاجة للتعامل أصلاً مع دور النشر.
كما نلاحظ في النشر الالكتروني انعدام وجود تكلفة الطباعة على الورق والتجليد والتغليف للناشر مع وجود تكلفة زهيدة جدًا للطباعة لأقراص الليزر وتكلفتها لا تقارن بتكلفه طباعه الكتب وخاصة المجلدات الكبيرة والموسوعات .
2) من حيث تكاليف التوزيع :
في حالة النشر التقليدي سيختار المؤلف إما أن يقوم بتوزيع الكتاب على نفقته الخاصة ونشره ، أو سيعطي موزع يقوم عنه بذلك ، إذ أن أغلب المكتبات تتعامل مع الموزعين وفي كلا الحالتين سيتكبد المؤلف بتكاليف إضافية ربما لم تكن في حسبانه .
أما في حالة النشر الالكتروني فيتم تسويق وتوزيع المحتوى الإلكتروني من خلال البوابات والمواقع الالكترونية و محركات البحث و بهذا تكون العلاقة مباشرة بين الناشر والمستخدم النهائي فلا حاجة لوكلاء ولا موزعين .
3) من حيث تكاليف التخزين و الشحن :
إن تكلفة تخزين ونقل وشحن الكتب الورقية ضخمة مقارنة بالنسخ الإلكترونية سواء على أقراص الليزر أو التي يتم تحميلها من خلال المواقع والبوابات الإلكترونية .
4) من حيث الانتشار :
إتاحة المحتوى الإلكتروني من خلال الإنترنت يعني السرعة الفائقة في النشر وإمكانية الحصول عليه في أي مكان في العالم متجاوز كل الحدود الجغرافية ، وذلك بمجرد نشره على الموقع أو البوابة وبدون وجود أي حواجز مما يتيح فتح أسواق كثيرة يصعب الوصول إليها بالطرق التقليدية والنشر الورقي.
5) من حيث الاستمرارية:
فمن الوارد جدا أن يقع المؤلف الذي استخدم الطريقة التقليدية في النشر في فخ نفاذ مطبوعاته في حين أن النشر الالكتروني لا يمكن أن ينفذ فهو متاح دائما وفي أي وقت للتحميل و الاستفادة منه .
6) من حيث حقوق الملكية الفكرية :
في الواقع تعتبر هذه ميزة و نقطة إيجابية مهمة يتمتع بها النشر التقليدي و يسبق فيها نظيره الالكتروني و ذلك لسهولة نسخ المحتوى الإلكتروني مقارنة بالكتاب الورقي وعدم وجود ضوابط تحكم القرصنه على شبكة الأنترنت حيث يتم نشر المحتوي المسروق بدون الرجوع للمؤلف و قد يحدث فقد معلومات المؤلف من مصدر المعلومات الرقمي، أو قد توضع بغير أسمه.
كما أنه في بعض الأحيان ربما تظهر بيانات المؤلف صحيحة وسليمة ولكن قد يحدث تغيير في محتويات مصدر المعلومات الرقمي وذلك بإضافة أو حذف محتوياته بغير علم المؤلف ورغبته والتي ربما تؤدي إلى ظهور اسم المؤلف على مادة أو أفكار تختلف مع معتقداته وقناعاته.
وقد بدأ ظهور تقنيات جديده للحمايه الإلكترونية للمحتوى على أقراص الليزر ومن خلال شبكة الأنترنت وتحدد ترخيص الاستخدام لشخص واحد وعلى جهاز واحد. هذا بالإضافة الى التحرك على مستوى الشركات وجمعيات المجتمع المدنى والحكومات للتصدى لظاهره القرصنه. وفى اعتقادي أن للأعلام وأنظمه التعليم دور كبير فى فى نشر وتأصيل ثقافه احترام حقوق الملكية الفكرية.
وفي النهاية لابد أن يأخذ المؤلف بعين الاعتبار كل النقاط السابقة قبل أن يقرر كيف سينشر محتواه الكترونيا أم ورقيا و تقليديا.
مقال متميز كالعادة يا حسن.
بالنسبة للنقطة الأخيرة أحب أن أضيف أن دور النشر الألكترونية بدأت منذ فترة في حماية مطبوعاتها الرقمية، من خلال صيغ حماية عالية التشفير، مثلما نري في دار سيبويه الجليس الرقمي، أو إي- كتب، ناهيك من أن منفذ البيع نفسه يصنع فارقا مهما؛ بمعني أن دور النشر هذه تقوم بتهيئة الكتاب لأجهزة الآي فون والآي باد، وبالتالي تري ملّاك هذه النوعية من الأجهزة يتجهون للشراء مباشرة دون تصديع أنفسهم بتنزيل الكتاب مجانا، ثم تحويل صيغته، في حالة أن الكتاب كُسرت صيغة تشفيره.. منذ أيام كنت أتكلم مع أحد أصدقائي، وقلت له أن مشروع الكتاب الورقي لا يُرجي من وراءه نفعا. طبعا هناك من يرون العكس، وتلك وجهة نظرهم، ولها منا كل الإحترام، لكن اليوم مختلف عن الأمس، وهناك جيل ينشأ على القراءة على أجهزة القراءة المخصصة، بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر العادية، وهؤلاء يحتاجون إنتاجا أدبيا جيدا، يتناسب مع أعمارهم، ومتطلباتهم.
بالنسبة لنقطة الملكية الفكرية فهناك من دور النشر من تسجل العمل بنفسها، مثل إي- كتب، وفي ظني أن التسجيل متاح لكل كاتب في بلده وبأسعار مناسبة.
دمت مبدعا، وننتظر مقالاتك دوما أيها الموهوب.. تحياتي.