هل يمكنك نشر وبيع كتابك الإلكتروني على مدونتك العربية؟
العرب لا يقرأون. العرب لا يشترون كتباً. العرب يشترون فقط أقمشةً، وحلياً، وسمناً، وعسلاً.
هذه العبارات كنت أسمعها مراراً وتكراراً ممن سبقوني إلى عالم التدوين. والحق أقول إنني ظللت أسيراً لتلك المقولات السلبية لمدة زمنية ليست بالقليلة، إلى أن اضطرتني الظروف لنشر أحد كتبي بمقابل مادي على صفحات هذه المدونة. وهو كتاب بعنوان “الطريقة الحصرية لحفظ الكلمات والعبارات الإنجليزية”.
المكاسب المادية التي حققتها مدونتي من مبيعات هذا الكتاب في ثلاثة أشهر فاقت ما حققته من إعلانات أدسنس في عامين، وما حققته من أرباح نظير مبيعات أحد كتبي المنشورة ورقياً في ثلاث سنوات.
تخيل معي عزيزي القارئ! كتاب واحد فقط بسعر زهيد جداً (5 دولارات)، يبيع في ثلاثة أشهر أكثر مما باعه كتابي الورقي في ثلاث سنوات، علماً بأنه لم يكلفني في نشره سوى قيمة تصميم الغلاف، ولم أقم بعمل أي حملات دعائية له حتى الآن.
النجاح الذي حققه كتابي هذا جعلني أسخر من الذين لقنوني ما ذكرته آنفاً من عبارات سلبية. ولكي أكون صادقاً معك عزيزي القارئ، فأنا لم أسخر منهم فقط، بل سخرت من نفسي أيضاً. سخرت من نفسي؛ لأنني صدقتهم واستسلمت لما أملوه علي دون تجربة مني أو اختبار. أدركت في نهاية المطاف أن المشكلة لم تكن في القارئ حينما لم يقرأ، بل في الكاتب الذي فشل في إقناعه بما كتب.
أدركت أيضاً أنه لا فرق بين العربي وغير العربي، فالعربي مثل الأمريكي والبريطاني والموزمبيقي، يشتري إذا ما كانت لديه حاجة ملحة للشراء، وأنه حينما يقرر أن يشتري، فإنه يسعى لاختيار الأفضل. أدركت أيضاً أن:
العربي يشتري عندما يثق
والثقة لا تبنى في ليلة وضحاها، ولا تأتي من فراغ. فلا بد أن تبنيها أنت بنفسك شيئاً فشيئاً، يوماً بعد يوم. لا بد أن تبين لقارئك تمكنك مما تكتب. لا بد أن تبرهن له على أمانتك. يجب أن توضح له أن كتابك يحتوي على قيمة ما؛ يحتوي على رؤيتك الخاصة، وأنك لا تقدم له معلومات مقلدة أو مقتبسة بلا رؤية أو وجهة نظر جديدة.
العربي يشتري حينما يُحترم
اهتمامك بشكل الكتاب لا يقل أهمية عن اهتمامك بمحتوى الكتاب، فعليك أن تحترم قارئك. يجب عليك أن تقدم له كتاباً منسقاً، مرتباً، جيد التصميم. على قارئك أن يدرك أنك لا تسعى للربح منه فقط، بل عليه أن يدرك أنك تسعى أيضاً لإفادته ونجاحه.
العربي يشتري إذا اطمأن
معظمنا نحن رواد الإنترنت قلما تجد شخصاً فينا لم يتعرض لعملية نصب واحدة أثناء تعامله مع أشخاص آخرين في العالم الافتراضي. فالكثير منا نصب عليه، واشترى أشياء اتضح له بعد ذلك أنها متدنية القيمة وقليلة الجودة.
منا من يستطيع أن يصرح بذلك، ومنا من يخفي ذلك خجلاً أو خزياً. من أجل هذا، عزيزي الكاتب، عليك أن تضع هذه التجربة السلبية في ذهنك. عليك أن تدرك أن الذي يفكر في شراء كتابك تسيطر عليه مخاوف التعرض لعملية نصب جديدة. لذا وجب عليك أن تزرع الاطمئنان في قلوب قرائك. لا بد أن تقدم لهم دليل أمانتك، وتمكنك وجودة أعمالك. لا بد أن تثبت لهم أن كتابك ماركة مسجلة. وعن نفسي وفرت فصلاً من الكتاب بدون مقابل للقراء، فماذا عنك أنت؟
عليك أيضاً أن تزيد في طمأنة القارئ وتبالغ في ذلك ولا لوم عليك. اقطع له العهد بأنك سترد إليه كامل المبلغ الذي دفعه إن لم يعجبه الكتاب، وكن صادقاً مع نفسك في هذا الوعد. لا تخشى أن تتعرض أنت لعملية نصب من القارئ، فالأغلبية من قرائك خيرون وأصحاب ذمة، والقلة القليلة هم دون ذلك. فكن إيجابياً وفكر في الإيجابيين فقط.
وعدك هذا الذي قطعته على نفسك له جانب إيجابي آخر، فهو يحصنك من شبه الكسب غير الحلال. فقد تكون أنت مقتنعاً بجودة الكتاب، لكن في الحقيقة قد يكون غير ذلك، لذا قد يشعر المشتري أنه تعرض لغبن منك. لذا وجب عليك أن تحصن نفسك بوعد كهذا.
العربي يشتري عندما يقتنع
لا بد أن تقنع القارئ بتمكنك وقدرتك في المجال الذي تكتب فيه. ولكي تحقق ذلك عليك أن تهتم بما تنشر على صفحات مدونتك. لا بد أن تكون ماهراً في كتاباتك إلى أقصى درجة، فالقارئ يحكم عليك من خلال تدويناتك وأعمالك المنشورة مجاناً على مدونتك. فمن خلالها يتعرف على أسلوبك، أفكارك، رؤيتك وإمكانيتك.
وأنت، عزيزي القارئ، إذا كنت تخطط لنشر كتابك على صفحات مدونتك، عليك أن تحترم قارئك. ولكي تحترمه عليك أن تحبه، ولا يمكن أن تحبه إلا إذا أحببت عملك أولاً. فأنت حينما تحب قارئك تخرج له أروع ما عندك، وحينما تخرج له أروع ما عندك سيشعر بأنك تقدره وتحترمه. ساعتها سيثق بك أكثر، سيقتنع بك أكثر. بإيجاز، سر نجاحك هو أن “تحب”؛ أن تحب نفسك، أن تحب ما تكتب، وأن تحب من تكتب لهم.
موضوع رائع يا أخي، وصراحتك وشفافيتك شيء جميل يستحق الثناء والتقدير.
شكراً لك أخي العزيز
تدوينه رائعه وتصلح لجميع انواع التعامل عبر الانترنت
ثقة-احترام-اطمئنان-ثم اقتناع
هذا يتم بثواني في التعامل على الارض
لكن في التعامل عبر النت
يحتاج الى الكثير من الصبر والعمل
شكرا مره اخرى
ودمتم سالمين
صدقت د. محسن
الأمر على الإنترنت يحتاج صبر وعمل طويل
تحياتي لك
يارك الله قيكم على هذه المجهودات الطيبة
كانت تجربة شراء الكتاب من عندك أخي حسن هي الأولى لي على مستوى الأنترنيت لأني لم أشتر كتاب من قبل قط، و فعلا تعرضت للنصب من طرف محتالين في أكثر من منتدى و أصبح لدي ذلك التخوف من الشراء، لكني و الحمد لله و ثقت فيك و لم أكن أعلم لماذا لكن هذا الموضوع بين لي لماذا وثقت فيك و أظن أن السبب الرئيسي هو “العينة المجانية” لأني عندما قرأتها عرفت كيف سيكون محتوى الكتاب بعدها
و أشكرك فعلا أخي حسن على هذه المادة القيمة اللتي لا تقدر بأي ثمن + بالعربية، و لقد وجدت ما كنت أبحث عليه و أنا الآن عازم على إتقان الإنجليزية في 6 أشهر
شكراً لك أخي أيوب على كل هذا الثناء الذي لا أستحقه والحمد لله الذي أعجبت بالكتاب
وأتمنى أن يكون سبباً في وضع قدمك على الطريق الصحيح
شكراً لك مرة أخرى أخي العزيز
شكرا لك يا اخ حسن على تبرئتك للعرب 🙂 فعلا نحن كعرب نشتري كما يشتري الاجانب لو توفرت -بالطبع- الشروط الاساسية للشراء و التي من اهمها كما قلت الثقة في البائع .
من وجهة نظري ارى بان هناك فعلا نقص في مبيعات الكتب عند العرب مقارنة مع الاجانب لكن ذلك يعزى الى ان اغلب العرب لا يمتلكون الدوات اللازمة لشراء عبر الانترنت كبطاقة الائتمان اضافة الى ان رسوم تحويل الاموال بين البلدان العربية باهظة للغاية .
نعم صدقت اخي حسن من أجل تسويق أي منتج يجب ان يتوفر على جودة ، مصداقية ، وثقة
جهد تشكر عليه
جزاكم الله خير
انت رائع جدا في كتابتك واتمني ان اكون مبدعه ولكن لا استطيع التنسيق في الكلمات وايضا عند ضعف في الاملاء واريد ان اكتب لك قصه قصرة وتخبرنا بلاخطاء التي ارتكبها هذا ان سمحت
السلام عليكم .. أريد بعض النصائح قبل نشر مجموعتي القصصية الأولى في حياتي هل أنشرها الكترونيا أم ورقيا
متابعك في صمت منذ فترة طويلة وعندما قررت الولوجوج في عالم التدوين كانت كتاباتك من أكثر الدوافع ،جزاك الله خيرا ودمت موفقا ومضيفا للمحتوي العربي الإلكتروني
تلميذك /محمود عبد العزيز
ارجو ان توفر الوقت لدي حضرتك أن تقيم مدونتي ولوبنظرة سريعة reeestart.com
موقعك جيد يا أخ محمود والمحتوى الزراعي المتخصص نادر ويمكنك ملئ الفراغ بمحتوى عالي الجودة لكن الرجاء محاولة الإكثار من النشر (كم وجودة) …
تحياتي
ثقة الإنسان بنفسه واحترامه لذاته وحبه لعمله ولمن يعمل لهم او معهم بجد واخلاص هو أساس نجاحه وتقدمه في كافة مجالات الحياة ومنها المجال الأدبي الذي يعتبر رمز تقدم وازدهار الشعوب والدول.